aljoker
عدد المساهمات : 75 نقاط : 55488 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/10/2009
| موضوع: القدس الجمعة 9 يوليو 2010 - 7:29 | |
| القدس اسماً وتاريخاً وذاكرة
تعتبر مدينة القدس من أقدم المدن التي عرفها التاريخ ومن المدن القليلة التي تجتمع فيها القدسية الدينية والأهمية التاريخية الأمر الذي جعلها محط أنظار العالم ومحجاً لأتباع الشرائع السماوية. وبالإضافة إلى قدسيتها فان وضعها الطبوغرافي المميز في قلب فلسطين قد أكسبها أهمية استراتيجية كبرى. فمدينة القدس مبنية على تلال محمية بمجموعة من الجبال تحيطها من جهاتها الأربع وتقع على مفترق طرق استراتيجي. فالثغر الشرقي للمدينة يقع على جبل الزيتون الذي يرتفع نحو 830 متراً فوق سطح البحر مطلاً ومشرفاً على جميع المنطقة حتى وادي الأردن وسلسلة الجبال الواقعة في شرق الأردن. أما الثغر الجنوبي للمدينة فيقع على جبل المكبر الذي يشرف ويطل على المنطقة الجنوبية إلى مسافة تتجاوز مدينة بيت لحم إلى جبال الخليل. أما من ناحية الغرب فتحيط بالمدينة سلسلة جبال أعلاها جبل النبي صموئيل الذي يطل على المنطقة الساحلية من فلسطين وتكمن أهمية هذه الجبال بأنها مراصد تمنح المدينة الإنذار المبكر ضد أي غزو خارجي، كما تمنح هذه الجبال مدينة القدس الحماية من الأحوال السيئة والرياح العاتية المدمرة. وتشير الدراسات التاريخية إلى أن الشكل الأساسي للمدينة القديمة بالقدس الحالية يعود إلى نفس الأساس والتصميم اللذين وضعهما اليبوسيون عند بنائهم للمدينة لأول مرة في التاريخ خلال الفترة (3000ـ2500) قبل الميلاد وكان اليبوسيون ماهرين في فن البناء وعرف عنهم اهتمامهم بتحصين مدنهم وإحاطتها بالأسوار. واليبوسيون هم بطن من بطون العرب الأوائل نشأوا في قلب الجزيرة العربية[1]، ثم نزحوا عنها مع القبائل الكنعانية التي ينتمون إليها واستوطنوا أرض فلسطين التي عرفت آنذاك بأرض كنعان. كانت القدس تعرف في ذلك العهد باسم "يبوس " ثم تحولت إلى اسم "سالم"، وأهمية المدينة الاستراتيجية هي التي حدت باليبوسيين أن يتخذوها عاصمة لدولتهم لتربط أركان الدولة ما بين قسميها الشمالي والجنوبي من جهة ولتكون القلعة التي تحمي البطن اللين لهذه الدولة من الغزاة المحتمل قدومهم من الشرق أو الغرب من جهة ثانية. وكانت المدينة ذات أهمية من الناحية التجارية أيضاً، إذ كانت واقعة على طرق التجارة التي تربط الخليل ـ بيتين. وفي بيتين كانت الطرق تتشعب إلى فرعين، فرع يسير نحو نابلس والأخر صوب أريحا ووادي الأردن. كانت يبوس في ذلك العهد تفيض بالخيرات، فالمواشي تسرح في جنباتها وتكثر فيها أشجار العنب والزيتون، الأمر الذي حدا بالأقدمين إلى تشبيهها بالجنة.
| |
|