aljoker
عدد المساهمات : 75 نقاط : 55488 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/10/2009
| موضوع: في رأس السنة.. كنا نحلم! الأربعاء 7 يوليو 2010 - 6:56 | |
| لم تكن صديقتي منذ الطفولة، ولكني تعرّفت عليها في أيام الكلية الطويلة، وأصبحنا صديقتين متقاربتين لمدة سنتين فقط!! هي الفترة منذ تعدّت معرفتنا مرحلة التحيّة، وحتى بعد التخرّج بشهور قليلة.. لم نكن قد اتفقنا على مُدة محددة لصداقتنا؛ لكننا افترقنا.. لا أعلم كيف أو لماذا؛ ولكننا افترقنا.. خلال فترة صداقتنا كنا نكاد لا نفترق؛ فنحن معاً منذ الصباح في الكلية، متجاورتين في المدرج، ومعاً في نفس "الجروب" داخل السكشن؛ أي أننا ملتزمتان بإجراء نفس التجارب معاً، وبعد اليوم الشاق في المعمل نستقلّ معاً نفس المترو في نفس الاتجاه، ثم نتحادث هاتفياً لتنقلب كل منا على سريرها حتى الصباح التالي.. نخرج ونتنزّه سوياً.. نشتري ملابسنا معاً بالرغم من اختلاف أذواقنا و"استايل" ملابسنا.. وبالرغم من أننا كنا "أنتيم"، لكننا لم نكن متشابهتين تماماً.
كنا نشترك فقط في بعض الصفات والملامح؛ أهمها الرومانسية والتعطّش للحب "بتاع الروايات" كما تسمّيه أمي.. كنا نحلم معاً بشريك الحياة الحالم الرومانسي صاحب الحس المرهف، ولكن هناك دائماً فرق يظهر، فقد كنت أنا أنتظره وأنا أشعر به موجوداً ويبحث عني، بينما كانت هي تشعر بأن حلمها وهم لن يتحقق؛ حيث إن الرومانسية والحب الحقيقي -من وجهة نظرها- نجم لامع في السماء نتطلّع إليه، ولكنه مستحيل نظراً لقسوة الواقع وخشونته التي باتت راسخة في كل ملامح وتفاصيل حياتنا.
خلال السنتين كنا قد تعوّدنا على بعض الطقوس الرومانسية، ومنها أن نتصل ببعض ليلة رأس السنة وبالتحديد في الثانية عشر، اللحظة التي يتعانق فيها كل عشاق العالم، ونتمنى أمنية العام الجديد، والتي كانت بالنسبة لي غالباً أمنية واحدة.. أتمنّى في العام القادم وفي نفس الميعاد أن أكون مع حبيبي ولو عبر الهاتف لأتمنى معه أمنية العام الجديد، وبالتأكيد ستكون مختلفة عن أمنية هذا العام، وإن كانت في نفس السياق.. وأعتقد أنها كانت أيضاً نفس أمنيتها؛ غير أنها كانت تُعِد وصفة الأمنيات الجميلة ثم تضيف عليها كرات اليأس الأحمر، على عكسي كما ذكرت.
هذه السنة كانت ليلة رأس السنة مختلفة بالنسبة لي، فقد وجدت نصفي الآخر وكأن الله قد استجاب لأمنيتي.. كان الاتصال بيني وبينها قد انقطع منذ شهور، وقبل رأس السنة بيومين وجدتها تتصل بي بعد أن حصلَت على رقم هاتفي الجديد ولم أعرف من أين: - كده تنسيني؟ - لأ والله ما نستكيش.. بس أنت عارفة بقى مشاغل الحياة. - هو كل اللي بيتخطب ينسى أصحابه؟ - ................. - على العموم أنا برضه اتصلت أقول لك مبروك، وكمان كل سنة وإنت طيبة.. اوعي بقى تنسيني ليلة رأس السنة.. هاستنى تليفون منك الساعة 12 كالعادة. - إن شاء الله ربنا يسهل. - سلام. - باي.
ليلة رأس السنة، الساعة الثانية عشر إلا خمس دقائق وأنا ممسكة بتليفوني منتظرة مكالمة خطيببي لنشهد معاً لأول مرة لحظات ميلاد سنة جديدة ..10..9..8..7..6..5..4..3..2.. ينطلق صوت تليفوني بالنغمة التي خصصتها لخطيبي. - كل سنة وإنتِ معايا. - السنة الجاية إن شاء الله نكون في بيتنا قضينا الساعة الأولى من السنة الجديدة، ونحن نتحدّث عن آمالنا وأحلامنا المشتركة للسنة الجديدة، وفي وسط المكالمة استلم تليفوني رسالة لم أفتحها، وبعد أن انتهت أول مكالمة لنا في العام الجديد أغلقت التليفون وخلدت لنوم عميق وأحلام جديدة مختلفة.
في الصباح التالي استيقظت على صوت أختي: - قومي بقى كفاية نوم أنت هتقضي السنة دي نوم ولا إيه؟؟ - هي الساعة كام؟ لسه بدري عاوزاني أقوم ليه؟ - عاوزة أشوف الرسايل اللي جت لك في رأس السنة.. أنا جت لي عشرين رسالة بس.. وإنت؟
انتفضت من نومي متذكّرة تلك الرسالة التي وردت ولم أفتحها.. فتحت الرسالة ووجدتها منها "نسيتيني برضه؟".. بعد أن أنّبني ضميري بما يكفي اتصلت بها: - آلو؟ - هو ممكن الواحد يتمنى أمنية السنة الجديدة دلوقتي؟ - ممكن. - أتمنى إنك السنة الجاية في ليلة رأس السنة تكوني ناسياني ومشغولة عني.. أتمنّى لك يا صديقتي أن تجدي.. "الحب". | |
|